Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Machrek.Maghribe
1 mai 2013

La Dialogue ne demole pas l'Amitie


 الثورات لاتحميها السجون والسيوف بل عطائاتها وقربها من الشعوب   
 د المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي

عزيزي الاستاذ فهمي هويدي المحترم .. تحية عربية واسلامية وانسانية وبعد

1- منذ زمن طويل نسبيا اقرا لحضرتك  بعض مقالاتك كما اقراء بعض مقالات بعض اساتذتا وزملائنا  بمصر ومنهم خاصة الذين انصرفوا للفكر الاصلاحي  العام السياسي والاقتصادي والتعليمي والتربوي ومنهم على سبيل المثال لاالحصر الفقيه المصلح محمد عبدو عاش بين 1905/1849بكتبه العديدة ومنها الاسلام والنصرانية لعام 1947.والفقيه المصلح علي عبد الرازق عاش بين 1966/1888 بكتبه العديدة وخاصة الاسلام واصول الحكم القاهرة 1935.والاستاذ المصلح قاسم امين عاش بين 1908/1865 بكتبه العديدة وخاصة المراة الجديدة / القاهرة 1901 والاستاد محمود عباس العقاد عاش بين 1964/1889 بكتبه العديدة ومنها عبقرية عمر   والاستاذ د.طه حسين عاش بين  1937/1889 بكتبه العديدة ومنها الفتنة الكبرى / القاهرة 197والمعذبون في الارض /1958والوعد الحق / 1950 واراء في العلم والاخلاق والثقافة /1951وعلى هامش السيرة / 1958 ..ومصطفى كامل عاش بين 1874/  1908 بكتاب المسالة الشرقية القاهرة 1898.. والاستاذ سلامة موسى عاش بين 1958/1887بكتبه العديدة منها حرية الفكر / القاهرة والشهيد حسن البناء عاش بين 1906واغتياله في شباط 1946ببكتبه العديدة ومنها مذكرات الدعوة والداعية / القاهرة 1975 .والشهيد سيد قطب عاش بين 1906واعدامه في ايلول 1966 كتبه العديدة ومنها العدالة الاجتماعية في الاسلام / القاهرة 1954 ..واحمد عباس صالح بين 2006/1923 بكتاب اليمين واليسار في الاسلام .ومحمود امين العالم عاش بين2009/1922 باحد كتبه عن الاشتراكية العربية  والسيدة اللبنانية المصرية روز اليوسف عاشت بين 1958/1897مجلتها الشهيرة التي سميت على اسمهاوساهم معها ولدها الاديب احسان عبد القدوس عاش بين 1991/1919 والاديب المبدع النوبلي نجيب محفوظ عاش بين 2006/1911 والاستاذ المؤرخ د عصمت سيف الدولة وخاصة بكتابه المعنون العروبة والاسلام اصدار مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 1986 والاستاد الدكتور المؤرخ عبد المنعم سعيد بكتابه العرب ودول الجوار الجغرافي اصدار مركز دراسات الوحدة العربية 1987 وبطرس غالي مواليد 1922بمشروعه للولايات العربية المتحدة  والدكتور الاجتماعي سمير امين مواليد 1931 بكتبه العديدة ومنها الفكر العربي  ومحمد حسنين هيكل بكتبه وبحوثه ومقالاته العديدة . وغيرهم وغيرهن ..حيث تعلمت منهم ولازلت كما تعلم غيري دعوتهم لفكرة الاحاطة اي التكامل في البحث وفي الرؤيا وليس تجزيئها وتجزئتها ولاالمواربة فيها او تعتيمها  


2- في مقالك اعلاه عن احتمالية ضياع الثورة المصرية كنت منصفا وشجاعا عندما اخذت واستعرت واستشهدت بالفعل الوطني والشجاع الذي عاشته ايران  بين 1952/1950 حيث قررت في 2مايس 1952 حكومه الجبهةالوطنية  التي كان يقودها الدكتور الحقوقي والاقتصادي محمد مصدق عاش بين 1967/1981 بتاميم نفط بلاده غير انك اشرت فقط لدور الولايات المتحدة لاجهاضها ولم تشر لدور بريطانية التي كانت تملكك الحصص الكبرى في استثمارات النفط الايراني منذ عام 1908 وتملكها لمعظم نفوط معظم  دول شبه جزيرة العرب والعراق من خلال فرض حصار على تصدير النفط الايراني وتعويظه بزيادة انتاج نفوط هذه البلدان العربية بقصد تجويع وترويع الشعب الايراني ..
اي ان مشيخة البحرين النفطية منذعام 1928و مملكة العراق النفطي منذ عام 1929 ومملكة ال سعود النفطية منذ عام 1933ومشيخة الكويت النفطية منذ عام 1934 ومشايخ الامارات العربية المتحدة (امارة دبي النفطية منذ عام 1939) ومشيخة قطر النفطية منذ عام 1939ساهمت جميعها مع الولايات المتحدة وبريطانية بضرب وطعن واجهاض الثورة المصدقية في ايران..
كما ان هذه الدول النفطية الخليجية هي التي ساهمت بدعم العراق( صدام ليقود حربا ضد ايران دامت اطول من مدة الحربين العالمتين الاولى والثانية وراح فيها اكثر من مليوني قيتل وضعفيهم من الجرحى وباسلحة اجنبية بعضها اسرائيلية تاتي من مناشئ دول شتى بعضها عربية خليجية وغيرخليجية ولا يزال الخطر الذي قد تتعرض له ايران اسرائيليا سياتيها  من غربها وليس من شررقها لان الدول العربية الخليجية وغير الخليجية هي التي لا زالت تحتضظن الاساطيل والقواعد والمصالح والنفوذ الايرو امريكي  والاسرائيلي ..و لا يزال حكام الخليخ خاصة مصطفين بشكل مباشر او غير مباشر ضد خيارات الشعب الايراني الذي يحاول ان يتبع سياسة وطنية واقليمية تتماشى مع مصالحه الجيوستراتيجية ولم يع  الحكام العرب الخليجيون النفطيون بانه ليس من مصالهم ان يضعوا بيضاتهم كلها بين يدي الولايات المتحدة التي تعاني هي نفسها من النفوذ الصهيوني المتزايد فيهابينما يتفاخرون ويتسابقون مع حكام بغداد على الولاء الجبان وغير المتوازن للولايات المتحدة وهو ما ترفضه وتقاومه مثلا كوبا وكورية الشمالية وفنزويلا والصين     
  

3- كما ان امريكة ومعها بريطانية اللتان تتحكمان بكميات انتاج وتسويق الانتاج النفطي فيها وتخفيض اسعاره في الاسواق العالمية حتى صار (البرميل النفطي العربي ) الذي هو 48 غالون يصل للاسواق الاوربية وسعره (احيانا ) يقل عن سعر قنينة عطور باريسية او زجاجة ويسكي او شمبانية بريطانية
 .حيث استمرت هذه الدول جميعها حتى الان تمارس سياسات نفطية غير اقتصادية وغير متوازنة مع حاجاتها التعليمية والصحية والاجتماعية وانشغلت بالتباري ببناء العمارات الشاهقة واستخدام العمالة الاجنبية التي تعامل على مستويات تمييزية عنصرية بين اوربي واسيوي وهي بمجموعها تملك اسلحة متنوعة تفوق انفاقا ( استيراد اسلحة وليس نوعا ) ما لدى كل دول اوربة..


4- كما انك لم تشر للتجربة الشجاعة  التي لا تقل عن تجربة مصدق و قام بها رئيس الوزراء العراقي الشهيد عبد الكريم قاسم عاش بين 1914ومقتله في 9 شباط 1963حيث كان قد اشرف واستضاف في 15 من ايلول 1960 على تاسيس منظمة الاوبك  وامم هو الاخر في تشرين ثاني 1961على ما يزيد عن / 99.95 من فعاليات وامتيازات الشركات الاوربية العاملة في العراق فتمت محاصرته من قبل الولايات المتحدة والدول النفطية الخليجية وحزب البعث الذي كنت انا احد اعضائه بين 1987/1956 وتعرض لانقلاب ادى بحياتة وحياة مئات من خيرة ابناء الشعب العراقي من الشيوعيين والماركسيين والدمقراطيين وامتلئت  السجون بالاف من العراقيين اشرف عليها البكر وحردان وعماش وصدام وعبد السلام عارف المحسوبيين على الطرف السني   

 
5- كما انك لم تشر الى ان اولى الرياح الثورية العربية الشعبية المعاصرة ذات الطابع شبه التلقائي قد بدات في تونس التي لم يكن رئيسها الاسبق زين العابدين يغادر بلاده لو كان له اولادا واخوة واعمام وخوال واقربائا يمسكون بالحلقات الاساسية بالجيش كما كان لصدام والقذافي بل كان جيشا تونسيا  وطنيا عندما نصح الرئيس بمغادرة البلاد دون ان يعتقله كما فعل ثوارتموز  1952في مصر مع الملك فاروق الذي ذهب لايطالية


6- ولم تشر الى ان الملايين المصرية التي ملئات ساحات القاهرة والاسكندرية ودمياط ودمنهور وبورسعيد ولعدة اشهر  لم تكن من الاخوان المسلمين وحدهم .. بل لم يكونون هم من بدا بالحركات الاعتصامية بل شاركوا بها بعدما صارت امرا واقعا حيث كان فيها دمقراطيين وناصريين ومستقلين واقباط وهي التي اجبرت بعض القيادات العسكرية المصرية التي لازالت تقاوم طغيان ونفوذ قيادات عسكرية اخرى لا زالت لها علاقات وارتباطات متعددة الاشكال مع قوى اقليمية ودولية  هي التي سمحت بنجاح  (نصف ثورة في مصر )حيث تم عزل مبارك الذي كان ولداه تجارا وجامعي مال وليسا عسكريين ولم يعاقب على جرائمه تجاه الوطن والشعب المصري العزيز (بدعوى كونه مريظا وهو ليس كذلك )  بل لان هناك من يشفع له ممن خدمهم طويلا لكي يبقى يحكم بشكل غير مباشر في حين توفي بصورة غامظة وفي امريكة اللواء عمر سليمان لانه كان يملك اسرارا خارج الملفات والاضابير


7- ولم تشر الى ان الاخوان المسلميين على الرغم من تجربتهم الطويلة في النضال السياسيس الذي بدؤوه منذ عام 1928 وكانوا مثل الشوعيين العرب من بين اكثر المضحين هم ليسوا هم وحدهم من قام بنصف الثورة التي قتل من اجلها رجال ليسوا من الاخوان المسلمين بل ليسوا من المسلمين ايظا  غير ان  الاخوان المسلمين  بحكم عددهم في الشارع يريدون ان ينفردوا بالحكم لانهم لا يقرون مبدا وروح المشاركة ولا بالانفتاح على الاخر ولا التسامح معه ويردون تطبيق برنامجا يسمى اسلاميا قريبا مما كان ولا يزال يريده الملا عمر في افغانستان وقريبا من النظام الوهابي السعودي والقطري المتخلفين ضاربين بعرض الحائط عظمة وثراء تاريخ مصر الفرعونية والقبطية والتجربية  كان يمارسه فيها عمرو بن العاص وصلاح الدين الايوبي وبيبرز ومحمد علي باشا والتحجربة الناصرية التي اعادت مصر دورها الافرو اسيوي والاوربي       
 

8- ولم تشر الى ان (حاجات الناس للحد الادنى من الخدمات ) تاتي قبل حاجتهم لصلاتهم وصيامهم ومبادئهم ..وعندما يفشل القائمون على السلطة سواء كانوا شيوعيين او بعثيين او شيعة او سنة .يبدا التذمر والنقد المشروع وتبدا (المقارنة والمفاضلة )بين الماضي والحاضر وتدخل العناصر المعادية وهي ليست فقط امريكة وبريطانية بل واسرائيلية وقطرية وسعودية ايظا
 ..
ففي العراق الذي خضع للاحتلال منذ 9 نيسان 2003 من قبل الامريكان الذين سلموا الحكم (للطرف المتضرر من النظام الاسبق وهم خاصة الشيعة الذين فشلوا (حتى الان) بتلبية الحد الادنى من متطلبات الناس بمن فيهم غالبية الشيعة الذين بدا بعظهم يتمرد وينتقد ويترحم على النظام السابق...

 فلماذا لا يصح هذا على مصر ان فشل  (حتى الان  ) الاخوان المسلمون السنة بتحقيق الحد الادنى من حاجات الناس بمن فيهم الاخوان المسلمين وغيرهم ؟
اي لماذا يصبح التذمر والثورة ضد المالكي  ببغداد وضد بشار الاسد  بدمشق مشروعا وغير مشروع ضد ال خليفة في البحرين وضد الاخوان المسلمين في مصر ؟
اي لماذا كانت المظاهرات وطنية ضد مبارك العميل  ولا تكون كذلك ضد النظام الاخواني الذي يريد ان ينفرد بالسلطة ويبتعد عن الحس العروبي والتقدمي والديمقراطي والتسامحي مع الاخر ويتهم من يقوم به بتواطئه مع الامريكان ؟ ان  كما تعلم يازملي واخي الشعوب لا تتواطئا مع الخصوم والاعداء بل الحكام هم الذين تواطؤوا ويتواطؤون
   
 
9- لقد فشلت حتى الان السلطة القائمة في العراق التي يتغلب فيها العنصر الشيعي ليس فقط بكسب ود واحترام وحب اخوتهم في الوطن  من اهل (السنة العرب) حيث وضعوهم وحشروهم باغلبهم بسلة واحدة كخصوم لهم على انهم كانوا المنتفعين الاكثر من نظام صدام .بل انهم فشلوا ايظا مع اخوتنا  الاكراد الذين كانوا على خلاف نسبي مع صدام.وانهم يريدون كما كان يريد السنة الهيمنة على السلطة ودون تقديم للناس الحد الادنى من الخدمات ( العمل والطعام والشراب والتعليم والصحة ) فيحق للناس بل يجب عليهم بمن فيهم الشيعة التمرد عليهم وهذا هو الحاصل بنسب متفاوتة .. كما ان الاخوان المسلمين السنة في مصر الذين استلموا السلطة منذ عام فشلوا هم ايظا حتى الان بكسب دعم وتاييد القوى الديمقراطية والعلمانية والاخوة الاقباط وفشلوا بتقديم خدمات الحد الادنى ..فيحق بل يجب على الشعب ومنهم الاخوان المسلمين ان يتمردوا ويثورا عليهم لان العلاقات بين الراعي والرعية والحاكم والمحكوم في الحكم الرشيد والحكم العادل والمنصف والديمقراطي يجب ان تحكمها علاقة الواجبات والحقوق ..فلا يجوز ان تطغى الواحدة منها على الاخرى لان الواجبات بدون حقوق تعني استغلال واستعباد وان الحقوق بلا واجبات تعني سرقة واثراء غير مشروع      
 

10-  كما انك لم تشر الى ان (احتمال) فشل الثورة في مصر او في ليبية او في العراق او في غيرها من دول العالم ياتي اولا من الداخل قبل الخارج العربي اوالاسلامي او الاقليمي اوالدولي الذين يكون تدخلهم وتاثيرهم كتحصيل حاصل ونتيجة منطقية لانهم سيكونون بمثابة مكروبات ياتون على الاجسام الجائعة والجاهلة والامية والعاطلة والمريضة صحيا ..وهذا ما يحصل بكل مكان وزمان لان الثورة لا تعني فقط عواطفا ولا شعارات  ولاجماهير كثيرة ولا قوات عسكرية مليونية من الاميين وانصافهم ومن الجهلة ومن المنتفعين بل هي خبز وماء ومزرعة ومصنع ومدرسة وادوية ومستشفى وكهرباء وماء صالح للشرب وامن وامان وسلم اهلي وغيرها ..ومن يفشل  بتامينها بحدها الادنى عليه ان يتخلى عن المسؤولية والا فسيصبح خصما للشعب وستتدخل القوى الاجنبية الاقليمية والدولية الطامعة لتزيد الشقاق والتباعد والتقاتل والتناحر بينهما ليخلوا لها الجو كي تسرح وتمرح اكثر مما هي عليه الان  ببلداننا ودولنا وتسرق ثرواتنا وكراماتنا ونحن نتسابق للجوامع والحسينيات والكنائيس ندعو االسماء لترحمنا وتحمينا ليس من اعدائنا الخارجيين بل من اخوتنا في الوطن الذين قد يختلفون معنا في القومية او الدين او المذهب اليستهذه هي محنتنا ؟               

11- كما اك لم تشر ولن تشر للدور غير الطبيعي الذي تلعبه قطر بحكم امكانياتها النفطية والغازية وقاعدتها العسكرية الامريكية التي تسمح لها ان تتحرك متجاوزة دول الخليج وخاصة اختها الكبرى السعودية ومتجاوزة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول مجلس التعاون فتعطي لهذا مليونا لمدحها ولاخر مليونين لذمها وتحاول ان تقترب من  مجالس الكبار مستقوية بدولارات النفط و القاعدة الامريكية بالعديد التي لا تبعد الا امتار عن القصر الاميري ووواثقة من الدعم المعنوي الصهيوني    -


12- استاذي العزيز فهمي هويدي المحترم ..اكرر شكري لجهودك المتواصلة بمقالاتك الاسبوعية التي تتناول فيها في كل مرة احدى القضايا العربية والاسلامية وامل ان تعلم بانني كغيري من الملايين احاول ان اساهم معك بهذا الجهد والاجتهاد علنا ان ندفع اخرين ليتناولوا ما نتناوله نحن من زوايا واجتهادات ورؤا اخر وقواسم مشتركة تخدم او طاننا وحضاراتنا وشعوبنا لكي يحترمنا الاخرين واولهم اهلنا وجيراننا في ايران الشيعية وتركيةالسنية  والحبشة القبطية التي نهينها ونتجاهلها وننسى انها على تواصل جغرافي ومائي مع وادي النيل وتواصل روحي مع اهلنا اقباط مصر   .
 

 المخلص د المؤرخ والدبلوماسي الاسبق حسن الزيدي الاول من ماي س2013



 ملاحظة /في ادناه المقال الاسبوعي للاستاذ فهمي هويدي بعوان فصل في إجهاض الثورات وتصفيتها بصحيفة الشرق القطريه الثلاثاء  20جمادى الآخره 1434 -  30 أبريل 2013
 
أنكون قد دخلنا في طور تصفية الثورة المصرية دون أن ندري؟
 
1-لا أجد مدخلا لعرض الموضوع أفضل من استعادة ما جرى للثورة التي قادها رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق وتحدى فيها شاه إيران.
 
 في عام 1951ذلك أن مصدق كان يقود وقتذاك الجبهة الوطنية أو «جبهة ملى»، التي كان من بين أهدافها تأميم النفط الإيراني وتخليص ،
 
  لم البلاد من هيمنة البريطانيين والأمريكانيكن الرجل غريبا على المشهد السياسي. لأنه كان وزيرا سابقا ونائبا في البرلمان وقياديا وطنيا
مرموقا، فانتخبه البرلمان رئيسا للوزراء في ذلك العام (1951) لكنه بعد يومين من انتخابه أصدر قرار تأميم النفط، الأمر الذي استفز
 واستنفر الإنجليز والأمريكان والشاه وطبقة الملاك المرتبطة به.وحين أعلن عن اعتزامه وضع خطة لتطبيق الإصلاح الزراعي وتحديد ملكية 
 الأراضي خاصمته المؤسسة الدينية وتخلت عن تأييده، واعتبره بعض رجال الدين من فقهاء السلطان معاديا للإسلام والشريعة ادعت بريطانيا على مصدق أمام محكمة العدل الدولية بزعم انتهاك حقوقها النفطية، فسافر بنفسه إلى لاهاي مدافعا عن حقوق بلاده النفطية، 
  ووصف بريطانيا بأنها «دولة إمبريالية تسرق قوت الإيرانيينالمحتاجين»و في طريق عودته مر بالقاهرة حيث استقبله النحاس باشا   .
 
   واحتفت به الجماهير وهو في طريقه من المطار إلى فندقشبرد» الذي أقام فيه لم يكن هناك مقر من مواجهة مصدق والسعي لإجهاض ثورته، فلجأت بريطانيا إلى فرض حصار دولي على النفط الإيراني بدعوى أن حكومته انتهكت حقوق شركة بريتش بتروليوم التي
    تملك لندن الحصة الأعظم في ثروتها،ومن ثم مارست ضغطا اقتصاديا أسهم في تردي الأحوال المعيشية للإيرانيين ومن ثم تعبئة الناس ضد حكومة مصدق،اما الولايات المتحدة التي اعتبرت إيران قاعدة مركزية لها في مواجهة السوفييت فإنها أوفدت إلى طهران اثنين من .
 يرجال المخابرات المركزية للقيام بما يجب لإسقاط الحكومة الاثنان كيرميت روزفيلت ونورمان شوا رزكوف ــخططا للمهمة التي أطلق
ـ اعليها اسما سريا هو «العملية اجاكس» (تسمى بالفارسية «انقلاب 28 مرداد)،وكانت خطواتها كالتالي تشويه صورة مصدق بإطلاق مظاهرات معادية له روجت لها وسائل الإعلام المحلية الدولية. حتى وصفته صحيفة نيويورك تايمز بالديكتاتور وشبهته بهتلر وستالين.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية إن ما أقدم عليه مصدق يعد أسوأ كارثة حلت بالعالم الحر الرافض للشيوعية.ــ تجنيد كبير بلطجية أو زعران طهران اسمه شعبان جعفري وتكليفه بالاستيلاء على الشوارع الرئيسية بالعاصمة من خلال رجاله .الذين تم استدعاؤهم في باصات من أنحاء البلادوهؤلاء تجهروا في الشوارع وقاموا بإطلاق الهتافات الرخيصة التي حطَّت من قدر وهيبة  الدكتور مصدق.وقامت باغتيالات للشخصيات الوطنية حتى لقي 300 شخص مصرعهم في شوارع العاصمة، التي خيم عليها الذعر وشاع الخوف .والتواطؤ مع بعض قادة الجيش على قصف منزل الدكتور مصدق، وهي العملية التي قادها الجنرال فضل الله زاهدي الذي كان شاه إيران قد عينه في منصب رئيس الوزراء بدلا من مصدق، قبل هروبه من طهران إلى إيطاليا عبر العراق. نجحت مهمة كيرميت روزفلت الذي كان قد حمل هو ورفيقه المال اللازم لتمويل كل مراحل العملية. اذ انتهى الأمر بإلقاء القبض على الدكتور مصدق وإصدار حكم بإعدامه،خففه الشاه الذي عاد منتصرا إلى السجن ثلاث سنوات. ثم تحديد إقامته بقية عمره منفيا في قرية أحمد أباد الواقعة شمالي إيران، التي ظل فيها حتى وفاته في عام 1967.
 
 
-2--قبل مغادرة المشهد الإيراني أذكرك بثلاثة أمور أرجو أن تظل حاضرة في ذهنك ونحن نطل على المشهد المصري.
 
 أولها أن حملة إسقاط مصدق وإجهاض ثورته بدأت بالحصار الاقتصادي الذي استهدف التضييق على الناس وإقناعهم بأن الوضع المستجد
 
 أسوأ من سابقه. الأمر الثاني أن عملية «اجاكس» التي مولتها المخابرات المركزية استخدم عملاؤها ثلاث فئات تولت مهام تنفيذها تمثلت
 
 في الإعلام والبلطجية وبعض عناصر الجيش.الأمر الثالث أن العملية استغرقت سنتين من عام 1951 إلى عام 1953.
 
ونحن في صدد الخبرة والعبرة ألفت الانتباه إلى أن إجهاض الثورات الثلاث لم يعد فيه سر إلا في التفاصيل الدقيقة،
 لأن الباحثين الغربيين بوجه أخص حولوا الموضوع إلى علم يدرس في الجامعات، بعد أن أخضعوا ثورات العالم للتحقيق والدراسة،
 حتى توفرت لدارسي وأساتذة العلوم السياسية مراجع مهمة تشرح للطلاب خلفيات الثورات وأسباب نجاحها وعوامل فشلها،
 
وهؤلاء يعرفون جيدا أسماء كرين برينتون وباريجثون مور وتيدا سكوتشبول وجاك جولدستون الذين يعدون أشهر منظري الثورات في العالم.
 
وهم من عكفوا على دراسة الثورات الكبرى في أوروبا وأمريكا اللاتينية إضافة إلى الثورة الإيرانية.ومنهم من تابع أجيال الثورات ورصد مؤشراتها وتفاوت خبراتها، الأمر الذي وفر لنا حصيلة جيدة تمكننا من الإجابة على السؤال:ما هي أعراض وعوامل إجهاض الثورات وتصفيتها؟

-3-لا مجال للحديث عن التدخل الخارجي. المتمثل في الغزو المسلح أو التمويل المالي لأن الخارج له حساباته ومصالحه مشروعة كانت أم غير مشروعة، ومن الطبيعي أن يسعى إلى الدفاع عنها بكل السبل،ولذلك فإنه حين يحاول التدخل المذكور فإنه يؤدي واجب الدفاع عن تلك المصالح. ومسلكه يصبح مفهوما من هذه الزاوية، حتى وإن لم يكن مقبولا.لذلك فالمشكلة الأساسية ليست في احتمالات التدخل الخارجي، ولكنها غالبا ما تكمن في هشاشة الداخل وتمزقاته التي توفر حالة القابلية لإجهاض الثورة.
 
 ولا تفوتنا في هذا السياق الإشارة إلى حالات أخرى لا تحتاج الثورة إلى تدخل من الخارج لإجهاضها، لأن عوامل الداخل تحقق التصفية المطلوبة،ومن ثم تتكفل بتحقيق المراد دونما حاجة إلى جهد التدخل الخارجي.منظرو الثورات يعتبرون أن تصفية الثورات تتحقق من خلال العوامل التالية:
 
ــ تدهور الوضع الاقتصادي من خلال شل حركة الإنتاج وإغلاق الطرق ووقف التصدير للخارج الأمر الذي من شأنه إغلاق بعض المصانع وزيادة عدد العاطلين، الذين يمكن تجنيدهم لمهام أخرى فضلا عن اتجاه بعضهم إلى الانخراط في أنشطة تخل بالأمن.
 
ــ ضرب السياحة التي تعد العصا السحرية لإنعاش الاقتصاد بما تحققه من عائد سريع يحدث أثره في قطاعات واسعة بالمجتمع.
 
ــ إشاعة عدم الاستقرار في البلد، من خلال نشر الفوضى وتشجيع الإضرابات والاعتصامات وإقناع أكبر عدد ممكن من الأهالي بأن أمانهم مفقود، ليس في عيشهم فقط ولكن في حياتهم أيضا،والبلطجية دورهم أساسي في هذه العملية، باعتبار أنهم الأقدر على الترويع وتوزيع الخوف على قطاعات المجتمع.
 
ــ استثمار المنابر الإعلامية في إحداث أكبر قدر من التشويه للحاضر والتشكيك في المستقبل.
وفي هذا الصدد فإن التلفزيون بتأثيره الخطير في المجتمع يعد أفضل وسيلة للقيام بهذه المهمة، الذي لا تتجاوز حدود التشويه إلى تجريح صوره القائمين على الأمر والحط من أقدارهم ورفع منسوب الجرأة عليهم إلى حد إهانتهم في وسائل الإعلام المختلفة.
 
ــ تشجيع العصيان المدني والسعي إلى توسيع نطاقه لكي تشارك فيه قطاعات واسعة من المجتمع.
 
ــ إثارة النعرات الطائفية والعداوات العرقية، بما يؤدي إلى تفتيت المجتمع وشرذمته، ومن ثم تغييب فكرة الإجماع الوطني.
 
ــ توفير الغطاء السياسي للعنف لإتاحة الفرصة للقوى المناوئة أن تسهم في توتير المجتمع وترويعه، إلى جانب ترهيب الأجهزة الرسمية.
 
ــ تعميق الاستقطاب السياسي من خلال إثارة خلافات الفرقاء السياسيينووضع العراقيل أمام التوافق فيما بينها،
ومن ثم دفعهم إلى أبعد نقطة في الفراق، بحيث يغدو العيش المشترك متعذرا، وتصبح المفاصلة خيارا وحيدا.
 
ــ كسر هيبة السلطة ورفع منسوب الاجتراء والتطاول عليها، لكي يصبح إسقاطها احتمالا واردا وغير مستبعد.
 
ــ الوقيعة بين مؤسسات الدولة، خصوصا تلك التي تحمل السلاح، لكي يصبح الاحتكام إلى السلاح أحد البدائل المطروحة لحسم الخلافات.
 
ــ إفشال مخططات إقامة النظام البديل ووضع العراقيل أمام محاولات إقناع الناس بأن ثمة بديلا جديدا يلوح في الأفق،
 لأن استمرار الفراغ والإبقاء على أنقاض النظام السابق على الثورة كما هي، يسهل عملية استبدال النظام المستجد بغيره.
 
ــ تحسين صورة النظام السابق لإذكاء مشاعر الحنين إليه، بعد أن تشحب مساوؤه في الذاكرة، خصوصا في ظل استمرار معاناة الناس بعد الثورة جراء الحصار المفروض عليها
.
 
4-لعلك لاحظت أن ما يقول به منظرو الثورات في الوقت الراهن بمثابة تفصيل لما فعله كيرميت روزفلت في طهران قبل نحو ستين عاما، بعد أن تم تطوير الأفكار خلال تلك الفترة.ولابد أيضا أنك لاحظت أن مقولات أولئك المنظرين تكاد تنطبق على ما يجري في مصر هذه الأيام.
 
 كأنهم حين توصلوا إلى تلك الخلاصات كانوا يقرأون دفتر أحوال مصر في ظل حكم الرئيس محمد مرسي...ولا أعرف إن كنت لاحظت أم لا أن «طبخ» إسقاط الدكتور مصدق استغرقت سنتين، بين عامي 51 و53، وأن الثورة المصرية مرت عليها سنتان الآن.
 
صحيح أن النظام في مصر لا يزال صامدا، إلا أن ثمة انقلابا في الأفكار والخرائط لابد أن يثير الانتباه. آي ذلك أننا صرنا نسمع أصواتا عالية باتت تتحدث علنا عن عدم شرعية الرئيس مرسي وتراهن على ثورة أخرى وتدعو إلى استدعاء الجيش وتنصب الرئيس السابق الذي برأته المحاكم زعيما للمعارضة!ولا تسأل عن هيبة النظام بعد اتهام رئيسه بالخيانة وحديث إحدى الصحف عن أنه كان جاسوسا للأتراك!
 
سواء كان التطابق بين ما يحدث في مصر وبين وصفات إسقاط النظام التي استخلصها منظرو الثورات مجرد مصادفة أو أنه أمر مرتب من جانب الذين التقت مصالحهم عند تحقيق ذلك الهدف،فالثابت أن ما يجري في البلد يمثل سيرا حثيثا على الطريق الموصل إلى تلك النتيجة.
 
أدري أن نصائح أولئك المنظرين ليست قرآنا، وأن النتيجة التي توخوها ليست قدرا لا فكاك منه،..لذلك أزعم أن أداء الرئيس مرسي وحده الذي يمكن أن ينقذ البلد من المصير الذي يراد له،ومن ثم يحبط ما أعده سحرة فرعون، والعكس صحيح بطبيعة الحال،لذلك أزعم أن الزمام لم يفلت من يديه بعد.إذ بوسعه أن يلقي العصا التي تلقف ما يأفك الآخرون..كما فعل النبي موسى مع سحرة فرعون في القصة القرآنيةـ أما إذا لم يفعل فعليه أن يتحمل تبعة إحجامه، وإنا لمنتظرون

 

 

Publicité
Publicité
Commentaires
Machrek.Maghribe
  • Politiques, Économiques, Philosophiques, Littéraires, .Histoires, Géographies Débats, Points de vues, Dialogues, Correspondances, Idées, sur les Pays Arabes Afro-Asiatiques membres de la Ligue Arabe , de l' Unité d’Afrique La Conférence islamique,
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Archives
Publicité