IL faut pas tomber dans le Piege des Tawaifs
حذار نتائج سياسات ملوك وامراء الطوائف
د المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن الزيدي
..
في عام 1954كنت في الرابع الابتدائي ببغداد وكان منهجنا يتظمن درسا في التاريج والجغرافية وكان استاذنا وهو يحدثنا عن تاريخ العرب قبل الاسلام بطريقة سلسلة ومنطقية وبالتواريخ والامكنة مع الخريطة الجدارية ليقرب وليحبب لنا مادتي التاريخ والجغرافية التي تعتبرنسبيا مادة جافة وتتطلب الحفظ ولذلك يهجرها الكثير من الطلاب الذين ينهجون نهجا علميا فيما يحبذها الذين لا تستهويهم كثيرا لغات الارقام وعدد السنين والحساب وانا منهم ..
ففي درس التاريج والجغرافية تكون احدى مراعينا وحقولنا ومزارعنا نسرح بها بخيالاتنا وتحليلاتنا واجتهاداتنا وتعليقاتنا وتقييمنا وحكمنا على ماضينا بمنطقنا المعاصر..
لقد كان ماضي العرب اليمني والحجازي والعماني والبحريني وفي بلاد الشام من فينيقيين واراميين وكنعانيين وهكسوس وانباط وفي بلاد الرافدين من سومريين في الجنوب وبابليين في الوسط والاشوريين في الشمال الشرقي وبتواصلهم لاسباب شتى ( تجارية وحربية ) شرقا حيث الحضارات والشعوب الفارسية وبتواصلهم غربا حيث الاحباش والفراعنة وبتواصلهم مع الشمال حيث الاناضوليين انما كان فيه محطات زراعية وعمرانية وقانونية لا يزال بعضها يعتبر اهم كنوز المتاحف الاوربية وتتوج قاعاتها الكبرى التي يزورها الملايين كل عام ...
وبعيد ظهور الاسلام عام 610 موفي خلال اقل من ربع قرن من ظهوره تمكن (العرب المسلمون من سكان اليمن والحجاز وعمان ) من اسقاط اكبر امبراطوريتين بذلك الزمن اللتان لم تكونان تقلان من حيث السعة عما يتوفر الان من قوة( نسبيا ) لكل من الولايات المتحدة وروسية .. ويعلل كل فقهاء وفلاسفة التاريخ على ان السبب الاول لنجاح المسلمين وسقوط امبراطورتي الفرس والروم البيزنطينيين (لان روما كانت ساقطة اصلا منذ ام 476م بين يدي القبائل الجرمانية) لست ارادة سماوية ولا طيورا ابابيلية تقاتل بجانب المسلمين بل قوة عزيمتهم وارادهم وكفائات قياداتهم ويقابها ضعف العزيمة والارادة وسوء القيادة من قبل المندحرين ..
وفي اقل من ستة اشهر من النصف الثاني من عام 711م تمكن ما يقرب مناثني عشر الف مقاتل من تونس والمغرب واليمن بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد ان يبحروا بمسافة 12ميل في البحر الابيض المتوسط منطلقين من الشواطئ المغربية ومن مضيق لا يزال يسمى مضيق جبل طارق حيث عبروا لاسبانية واحتلوا مقاطعات الاندلس التي تشكل 4/3من مساحة اسبانية البالغة نصف مليون كم وحكموها باسم الامويين حتى عام 1031م حيث انهارت الامارة الاموية وحلت محلها امارات الطوائف ..التي تشكلت على اساس قبلي وقومي ( عرب / بربر ) حيث ظهرت سبعة عشر امارة وطائفة متنافسة ومتصارعة ومنها خاصة .امارة بنو الأفطس ..وامارة بنو غانية ..وامارة بنو عامر.. وامارة بنو عباد..وامارة بنو تجيب..وامارة بنو الأغلب ..وامارة بنو رزين .. وامارة بنو الصمادح..وامارة بنو ذي النون..وامارة بنو القاسم..وامارة بنو زيري( بربر) ..وامارة بنو جهور..وامارة بنو حمود..وامارة بنو الأحمر بغرناطة
وكانت كل من هذه الاماراتالطائفية تسننجد بالخصم وهم اهل البلاد الاصليين الذين يقطنون في الشمال الشرقي وكانوا قد صمدوا وقاتلوا وتعاونوا واستعانوا بفرنسة وبالبابوية وتمكنوا عام 1492 لان يقضوا على اخر معقل من معاقل المسلمين وهو غرناطة التي كان يحكمها بنو الاحمر وكان اخرهم عبد الذي لقبته الملكة ايزابيلا القشتالية باسم (عبدول )تصغيرا له بعد ان سلمها مفاتيح غرناطة الاموين وهو راجلا فيما كانت تمتطي حصانها وبجوارها زوجها فرديناند الاراغوني ..وسمحت له ان يغادر من حيث اتى شرقا اي المغرب ممتطيا حمارا .فبكى وقالت له امه (تبكي مثل النساء ملكا مضاعا لم يحافظ عليه مثل الرجال
)..
ولم يكتف الاسبان بان طهروا بلادهم من رجس الغزاة المسلمين عام 1492بل استمروا باضطهاد وتقتيل وتعذيب واستعباد من بقي من المسلمين الذين كانوا بحدود ثلاثة ملايين حيث كانوا يجمعونهم طيلة ايام رمضان من كل عام على شكل مجاميع وفي الساحات العامة وامام الكنائيس الكبرى ويجبرونهم على تناول الخمر ولحم والخنزيز ومن لم يفعل يتلقى عذابات كالتي يتعرض اليها الان الالاف من المواطنين المسلمين على ايدي جلاديهم المسلمين في السعودية وقطر وعمان والبحرين والعراق وسورية والمغرب وفلسطين وفي ايران وتركية وفي كل دولة اسلامية حيث تنموا وتنتعش السجون
وفي عام 1609كانت المعركة الفاصلة باسبانية حيث تم ترحيل اكثر من خمسين الف مسلم ممن بقي صامدا وعنيدا فيما دخلت الكثير من النساء المسلمات دور العبادة كراهبات لكي ينجنين العذابات والاعتدائات الجنسية ...
والان في عام 2013 فانه على شبابنا وشاباتنا المسلمين والمسلمين والدروز والمسيحيين والصابئة واليزيدية والاكراد والبربر وغيرهم الا يستغربوا وينتقدوا اجدادهم في الاندلس ويلومونهم كيف انهم ضيعيوا ثمانية قرون من الوجود الاسلامي باسبانية دون ان يتركوا غير قصور وحدائق في حين خلف الاسبان والبرتغاليون والانكليز والفرنسيون لغاتهم واديانهم في الكثير من الدول التي استعمروها بينما لا زالت اللغة العربية غريبة باسبانية ...
انني اسوق هذه الملاحظات السريعة لاتوجه بها للشباب والشابات العرب من الذين لم تلوثهم السياسة والمذهبية والطائفية والعشائرية بانه عليهم ان يعلموا بان نجاتهم بايديهم من خلال تمسكهم بحب اوطانهم واديانهم وليس مذاهبهم ..فلا يفيدهم ولا يشفع لهم مطلقا لا عمرا ولا عليا ولا السنة ولا الشيعة عندما تاتيهم الراجمات والحمم الامريكية التي اصابت افغانسات والعراق وفلسطين وانها مستعدة لان تضرب اينما تجد انقساما وتمزقا وطوائفا ومللا ونحلا ....فالخصم الخارجي لا يحب ايران لصالح السعودية وبالعكس بل يحب مصالحه اينما يمكنه ان يحققها باقل الخسائر ...فعلينا الا نسهل عليه لان يلتهمنا واحدا واحدا كطوائف اندلسية ...