Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Machrek.Maghribe
23 mai 2013

les Arabes ne manque de morale


القضية ليست قومية اواسلامية بل اخلاقية

عزيزي الدكتور المهندس والدكتور الحقوقي عبد الحق العاني المحترم .. تحية عربية واسلامية وانسانية وبعد
1-انني اهنئك على صبرك الجميل و جلدك واصرارك  وعزمك وايمانك وقناعتك الذائمة بالعروبة والاسلام كتوئم حضاري لا ينبغي لهما  ان يفترقا ويبتعدا بعيدا ويتصارعا ويتناحرا كثيرا فيخسرا كما خسر من قبلهما الاخ الاكبر قابيل بن ادم عندما قتل اخاه الصغير هابيل بسبب تنافسهما على من يتزوج الاجمل من اختيهما كما تروي التوراة ف يالفقرة الرابعة من فصل التكوين . وكما تنكر اسحاق بن ابراهيم السومري لاخيه الاكبر هذه المرة وهو اسماعيل بدعوى ان امه هاجر الجزيرية ليست سومرية كما هو حال سارة وكما تقاتل
 اجدادنا بمعركة داحس والغبراء التي هي من عشرات الحروب التي وقعت في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام التي نطلق عليها خطا مراحل الجاهلية  التي نعيشها نحن الان ايظا ..وهي اطول من كل حروب  (حرب البسوس و حرب الفجار و حرب بعاث ) حيث دامت اربعين سنة واندلعت بمنطقة نجد بين فرعين من قبيلة واحدة هي قبيلة غطفان وهما: عبس وذبيان ..
و داحس والغبراء هما اسمان لحصان وفرس حيث كان "داحس" حصانا لقيس بن زهير العبسي الغطفاني، و" الغبراء" فرسا لحذيفة بن بدر الذبياني الغطفاني. وكان سبب الحرب هو سلب قافلة حجاج للمناذرة تحت حماية الذبيانيين مما سبب غضب النعمان بن المنذر وأوعز بحماية القوافل لقيس بن الزهير من عبس مقابل عطايا وشروط إشترطها ابن زهير ووافق النعمان عليها مما سبب الغيرة لدى بنى ذبيان، فخرج حذيفة مع مستشاره وأخيه حمل بن بدر وبعضا من أتباعه لعبس لمقابلة ابن زهير وتصادف أن كان يوم سباق للفرس. اتفق قيس وحذيفة على رهان على حراسة قوافل النعمان لمن يسبق من الفرسين.
حيث كانت المسافة كبيرة تستغرق عدة أيام تقطع خلالها شعب صحراوية وأوعز حمل بن بدر من ذبيان لنفر من أتباعه يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم: إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء ففعلوا فتقدم الغبراء (نتيجة
الخديعة ) التي تكشفت وادت لاشعال الحرب بين عبس وذبيان. دامت أربعين سنة بعد ان توسعت حيث إشتركت فيها العديد من القبائل العربية بجانب بنى ذبيان مثل قبيلة طيئ وهوازن التي كان لها ثأر لإغارة عبس عليهم لاعتقاد عبس بأنهم سبب مقتل
  زعيمهم زهير ومن قبله ابنه شأس بن زهيروحرب داحس والغبراء هي التي أظهرت بطولة عنترة بن شداد القتالية (واستشهد )فيها عن عمر جاوز الثمانين عاما إثر سهم مسوم أطلقة  الليث الرهيص الذي كان عنتر قد فقع عينيه  بتلك الحرب التي انتهت بهزيمة عبس من قبل جيش حذيفة بن بدر الذي دخل ديار عبس بعد هروب وزعيمهم قيس بن زهير  وخروج معظم جيش عبس بحراسة قافلة للنعمان بن المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة بمئة جندى وترك على أبوابهاجيش قوامه خمسة آلاف فارس..
ولم تنته  الحرب الا بعد (تدخل و توسط العقلاء ) وخاصة  الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيّان الذبيانيان فأديا من مالهما ديات
القتلى حيث قتل فيها اضافة لعنترة كل من الشاعر  عروة بن الورد وحمل بن بدر وعمرو بن مالك ومالك بن زهير
وقد مدح زهير بن أبي سلمى هذه الوساطة السلمية بمعلقته التي لا اشك بانك قد تحفظها كلها فيما تغيب عني كلها..
..
2- اشرت لهذه الملاحظات التاريخية السريعة لاقول بانه علينا ان (نكشف عوراتنا و عيوبنا )التي يعرفها الناس اصلا عنا ليس بقصد التشهير بانفسنا بل علنا ان نجد من بيننا عقلاء  ومصلحين ومخلصين  ومؤمنين  ورسلا  وقوادا واحزابا يساهمون جميعهم لانقاضنا من غرقنا  بمشاكل وقضايا وقصص داخلية تقسيمية وتجزيئية اكثر من انشغالنا في البحث عن القواسم المشتركة العظمى التي تجمعنا وتوحدنا وتقوينا وهي كثيرة جدا جدا جدا..

3-انك تقول
 
كما قادحزب البعث العربي الاشتراكي  العراق المشروع القومي فان سورية التي ولد فيها حزب البعث منذ عام 1943هي الاخرى تقود المشروع القومي كان لإسقاطه مما وضعه في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى للهيمنة على الأمة العربية..

 وانني يحزني ان اقول بانه لم تسمح الشخصيات التي سرقت الثورة في العراق في تشرين اول 1963 وهم مجموعة البكر وعبد السلام وصدام  الذين ابعدوا وسجنوا وقتلوا غالبية المؤمنين بالمشروع القومي العربي ومنهمانت وانا وغيرنا الملايين مثلما سرقها حافظ اسد في 16 تشرين ثاني 1970فيما اسماه بالحركة التصحيحية لعام 1970وقتل واعتقل المؤمنين بالمشروع القومي
 

.4- وتقول
 
وسواء أكان الأخوان المسلمون مع المشروع الصهيوني أم لم يكونوا فإن مسعاهم منذ ثلاثين عاماً والذي اتخذ شكل المواجهة الدموية خلال العامين المنصرمين صب في صالح المشروع الصهيوني في إضعاف سورية وانهاكها وتحويلها الى دويلات تغني العدو عن الحاجة للتعامل معها.....

وهنا تقع بمغالطة اخرى لان الحركات السياسية الاسلامية الشيعية والسنية هي حركات قديمة واصيلة وليست طارئة بل ولدت قبل ان يتوفى محمد وبعيد وفاته عندما جرى الالتفاف على مبدا الشورى العامة والواسعة من جمهرة الصحابة وهم لا يقلون عن خمسين الف  رجل وامرئة واستبدالها بفكرة اختيار ومبايعة وفرض خلفاء لم يحضوا حتى بالغالبية العظمى حتى من بين من وجدوا من مسلمي المدينة ..مما قاد وبسرعة لحروب الردة التي راح فيها رجال من خيرة رجالات العرب اختلفوا باجتهداهم حول كيفية التعاطي بالجزية والخراج ولم يسمح لهم بالاجتهاد والاعتراض وهم لايقلون اسلاما ولا اخلاصا عن اولئك الذين استشهدوا بمعركتي بدر واحد ضد ابناء عمومتهم الذين كان يطلق عليهم الكفارالذين انخرطوا تدريجيا بالاسلام وتبعهم ابناؤهم فلم يبق منهم بعد 30سنة من وفاة محمد من يطلق عليه هذه الصفة بجزيرة العرب  ..وبالتالي فان حروب بدر واحد والردة ومعركة الجمل و معركة صفين وما تبعها من حروب اسلامية اسلامية لا تختلف في النتائج السيئة والمحزنة عن حرب داحس والغبراء لان الحرب حرب ..ولا تحترم الحرب الا عندما تكون دفاعا عن النفس والعرض والارض اي الوطن الصغير ( البيت والشارع والمحلة والقرية والمدينة والوطن الكبير ..وفي غيرها من الحالات فتعتبر غزوا وفتحا وعدوانا واستعمارا ..   

 اي ان الحركات الدينية السنية والشيعية هي اقدم من الحركات القومية العربية والفارسية والبربرية و الكردية والتركمانية وغيرهاوكلها  نشئات قبل ان تلد دولة اسرائيل عام 1947و لها الحق كل الحق كحركات اسلاميةلها جماهيرها الجائعة والفقيرة والامية والعاطلة عن العمل  في المشاركة في الحكم الذي لا ينبغي ان يبقى حكرا بين يدي جنرلات يقودون انقلابات عسكرية ويفرضون سلطتهم على العباد بقوة السيف كما فعل صدام والقذافي وحافظ اسد ومبارك وعلي صالح وزين العابدين وغيرهم             


5- انك تقول
فالمعركة ليست من أجل الإصلاح ذلك لأن طلب الإصلاح سنة الله في خلقه ... كما ان الإصلاح لا يتم بقتل الناس وتدمير مرافق الحياة
 
 بل انني اقول بانها معركة اصلاح ..لان الاصلاح لا يعني فقط هبات وعطايا ومنح من الحاكم المستبد بل هو مشاركة في الحكم ..فلماذا لم يشارك البعث في العراق وسورية بقية الحركات القومية والدينية معه ؟ ان الجبهات الوطنية في بلدان العالم الثالث التي يسود فيها الجهل والتخلف هي الاسلوب الافضل وهي بديلة عن  الاستبداد والانقلابات العسكرية ..
ولقد كان صدام حسين قد قتل خيرة رجالات الحركات السياسية القومية  (العربية والكردية ) والحركات والماركسية والدينية السنية والشيعية بشكل خاص  ورفض العمل الجبهوي ...فيما حول الاسدوولده بشار  الجبهة الوطنية وعائا فارغا ..
كما ان التدمير يشارك به النظام الحاكم الرسمي الذي بيده القدرات العسكرية الاكثر تدميرا وكلما تشبث بالسلطة كلما ساهم بتخريب بلاده اكثر واكثر لان القوى المعارضة من حقها ان تحمل السلاح  ضد الطغاة والمستبدين ..وهو ما فعله الفرنسيون بثورتهم عام 1789والتي راح ضحيتها اكثر من نصف مليون قتيل وفي اثناء الثورة الروسية لعام 1917 كان الاقتتال بين الجيشين الاخوين الابيض الذي يدافع عن القيصر قد اندحر امام الجيش الاحمر الذي كان يقوده اليهودي تروتسكي وانفرد الحزب الشيوعي بالسلطة حتى 1990 حيث اندحرامام  القوى التي تعشق وتؤمن  بالتعددية وتتمنى ان تمارس عقائدها الدينية والمذهبية على هواها وليس على هوى الاجرامي ستالين الذي قتل الملايين ومنهم ما لا يقل عن خمسة ملايين من مسلمي اسية الوسطى والقوقاز
 كما انك لم تقل كلمة عن التزامات الحاكم تجاه المحكومين ..هل ينبغي ان يعاملهم كمرتدين مثلما فعل ابو بكر ام يجنح واياهم للسلم الذي قد يقتضي تنحيه عن السلطة التي هي ليست هبة سماوية ولا ارثا مشترى وان سلالة الاسد لا يحقها لها كما لا يحق لاية سلالة من ال سعود وال صباح وال ثاني وال سعيد وال هاشم وال مبارك ان يحكموا بل يجب ان يكون الحكم لال الشعب وحده هو الوارث الشرعي للارض وما تحتها وفما فوقها ..    
 

6-وتقول -

هذا الدعم الذي تلقاه حركة الإخوان وحلفاؤها من قبل الإستكبار الصهيوني المتمثل في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ومن معهم من صغار القوم...فإذا كانت هذه هي الدول التي حاصرت العراق وقتلت أبناءه ثم غزته وخربته قبل أن تسلمه للصوص، فكيف يمكن أن تكون صديقة للشعب السوري فتعقد المؤتمرات وتصدر البيانات وهي التي لم تعقد مؤتمراً واحداً لنصرة شعب فلسطين رغم أنه عانى ما لم يعانه شعب خلال العقود الستة المنصرمة؟

ونسيت بان النظام السوري يتلقى هو الاخر  دعما روسيا وايرانيا واسعا .كما ان تركية لم تحارب العراق بل ان ايران التي لم يرد ذكرها بمقالك ولا مرة واحدة هي التي دخلت بحرب معه بين 1988/1979 ولا زالت تمارس في العراق وفي سورية ادوارا سيئة لا تقل سوئة عن التدخلات التركية والسعودية والقطرية والكويتية والاردنية ..واما التدخل الخارجي غير العربي والاسلامي فهو تدخل مفترض ومتوقع وتحصيل حاصل للتمزق الحاصل بين كل الحكام العرب وشعوبهم وهو تدخل لا يخدم اي الجهتين بل يضيف حطبا على النيران واملاحا على الجراح



7-وتقول

..وبسبب المبدأ القومي تم خراب العراق وغزوه وإحتلالة....
ومن جانبي اقول بانني لا ادري اين المبدا القومي الذي طبقه البكر و صدام خلال حكمهما الطويل جدا الذي امتد بين 2003/1968؟ حيث حاول البكرمتاخرا ان يتقرب من سورية  وبالا يعلن حربا ضد ايران ولكن صدام وبدعم سعودي وامريكي عزله وقتله وقتل المئات من المدنيين والعسكرين البعثيين الذين لديهم حس عروبي واسلامي وابقى على مجموعة من الجبناء والانتهازيين ه يسبحون بحمده وباركوه لغزو ايران وغزو الكويت ولقطيعته لسورية البعثية وارتمائه باحضان السعودية والاردن التي هي احدى اهم حراس اسرائيل الاوفياء من حدودها الشرقية حيث لا تسمح لاية محاولة حتى لو كانت فاشلة يقوم بها فلسطيني ضد اسرائيل من الحدود الاردنية الامنة والمستقرة حيث تنتعش الزراعة والصناعة والسياحة والاستيطان الاسرائيلي على ضفاف بحيرة طبرية وهضبات الجولان السورية التي تركها الاسد وولده بشار منذ عام 1973تحت رحمة الاحتلال الصهيوني وكان حري ببشاران يوجه نيران مدافعه وطياراته الروسية نحو الصهاينة وليس نحو قلعة صلاح الدين وقبرالنبي يحى  وقبور خالد بن الوليد وطارق بن زياد وابي العلاء المعري   
8- وتقول           

... ذلك لأن كل الأحزاب السياسية الدينية بشيعتها وسنتها هي مع المشروع الصهيوني وخلافها فيما بينها هو حول السلطة..
واقول بان قولك هذا ان صح   على الاحزاب الدينية فانه يصح ايظا على الاحزل الوطنية و القومية التي لم تثبت ابدا بانها مع المشروع القومي الجامع والحاظن لان العراق البعثي فشل باقامة علاقات طبيعية مع 6/5 من جيرانه حيث ابقى فقط على علاقة خاصة مع الاردن لرغبة ايرو امريكية واسرائيلية لاننعاشه ماديا ولتشجيع للاردنيين الانتشار في شرق الاردن حيث الحدود العراقيةالواسعة  التي وهبها صدام للملك حسين ولكي يبتعدون عن بلادهم فلسطين التي يمكن رؤيتها  بالعين المجردة من تلال عمان الغربية .. اما ان حب السلطة والرغبة بالمشاركة بها فهذا حق للجميع وليس فضلا من احد لان الكل من حقهم ان  يشاركون بادارة دفة سفينة بلادهم ولا يتركونها بين يدي ربان كسول اوغبي او اناني او طويل اليدين واللسان اوعديم الضمير

9- عزيزي ابا علي ..اكرر شكري لك لانك تتيح لي كل مرة المشاركة معك بايضاح بعض الامور التي لا شك بانك لم تسقطها من وعيك الشامل ولكن قد لا تجد لها المكان المناسب لعرضها  



حذار من الخلط بين ما يحدث في سورية وما يحدث في العراق
ما زال عدد من الساسة والمحللين وبعض وسائل الإعلام السورية واللبنانية يتحدثون عن ربط ما يحدث في سورية وما يحدث في العراق ربطاً عضوياً وكأن المعركة واحدة والأطراف واحدة. ويروج لهذا الخلط طرفان أحدهما يعرف جيداً الخلل لكنه يعتمد هذه المقاربة من أجل أن يحسن صورة الخونة في العراق، وثانيهما وهو الطرف الأكبر يعبر عن جهالة في الفهم والتحليل تسود عالمنا العربي النائم!
لذا صار لازماً وضع الأمور في مواقعها الحقيقية ومنع خلط الأوراق بشكل يسمح بتبييض الوجوه السود لأجراء الصهيونية في العراق الذين يحاولون العودة للمشروع القومي من خلال الإدعاء بأنهم يقاومون الإرهاب، ومن أجل ذلك وجب هذا العرض السريع للمعركة في كل من البلدين.
الصراع في سورية
إذا أردنا أن نصف الصراع في سورية بعيداً عن المزايدات الإعلامية التي تقوم بها هذه التنسيقية أو تلك الحركة فإن وصفه لا بد أن يكون في أنه صراع بين عقيدتين إحداهما قومية وأخراهما دينية. وليس في هذا تبسيط ولا نفي للآخرين....فلا كون البعث حركة قومية ينفي وجود قوميين آخرين ولا كون الإخوان المسلمين ينفي وجود إسلاميين غيرهم. فالمعركة ليست من أجل الإصلاح ذلك لأن طلب الإصلاح سنة الله في خلقه ... كما ان الإصلاح لا يتم بقتل الناس وتدمير مرافق الحياة. وحيث إن المشروع القومي الذي يقوده البعث في سورية، كما قاده البعث في العراق والذي كان سبب إسقاطه، وضعه في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى للهيمنة على الأمة العربية. وسواء أكان الأخوان المسلمون مع المشروع الصهيوني أم لم يكونوا فإن مسعاهم منذ ثلاثين عاماً والذي اتخذ شكل المواجهة الدموية خلال العامين المنصرمين صب في صالح المشروع الصهيوني في إضعاف سورية وانهاكها وتحويلها الى دويلات تغني العدو عن الحاجة للتعامل معها. ويكفي للدلالة على صدق هذا التشخيص أمران.
فقد قامت قوات التمرد التي يقودها الإخوان في مهاجمة مواقع مقاومة الطائرات السورية. ولما كانت مقاومة الطائرات سلاحاً للدفاع ولا يمكن أن تعين الجيش العربي السوري في محاربة المتمردين فإن الإعتداء عليها لا علاقة له بطلب الإصلاح وإنما هو يصب في خدمة المشروع الصهيوني في إضعاف سورية وفتح أجوائها للطائرات الإسرائيلية.
وثاني الأمرين هو هذا الدعم الذي تلقاه حركة الإخوان وحلفاؤها من قبل الإستكبار الصهيوني المتمثل في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ومن معهم من صغار القوم...فإذا كانت هذه هي الدول التي حاصرت العراق وقتلت أبناءه ثم غزته وخربته قبل أن تسلمه للصوص، فكيف يمكن أن تكون صديقة للشعب السوري فتعقد المؤتمرات وتصدر البيانات وهي التي لم تعقد مؤتمراً واحداً لنصرة شعب فلسطين رغم أنه عانى ما لم يعانه شعب خلال العقود الستة المنصرمة؟
وإذا أضفنا لكل ذلك دخول حركة السقوط المطلق للعقل البشري المتمثلة في حركة القاعدة وما شاكلها في الصراع الى جانب الإخوان المسلمين ضد البعث فإن توصيف المعركة يصبح قاطعاً ويزداد تأكيداً كلما ازداد نفوذ هذه الحركات الظلامية التي تسعى لسلب الإنسان العربي حقه في التفكير والإبداع والتطور وهي في سبيل ذلك تعيد الأمة للعصر الحجري في مجال الفكر مما يجعلها سهلة الإبتلاع.
ولكي لا يقولن أحد اني أدافع عن البعث رغم كل أخطائه فأقول إني تركت البعث في مطلع شبابي لخلافات عدة ولا أريد أن أبدأ في إحصائي لما أخذته على البعث فيها... لكن الحقيقة الثابتة أن حركة البعث على امتداد الوطن العربي وعلى الأخص في العراق وسورية كانت من أمتن قواعد الدفاع عن الوجود القومي العربي والإنتصار لقضايا الأمة العادلة. وقد دفع العراق ثمن ذلك ويراد اليوم من سورية أن تدفع القسط الثاني. أي ان أخطاء البعث لا يمكن أن تنسخ هذه الحقيقة كما أنها لا يمكن أن تكون سبباً لخراب الأمة وتسليمها للصهيوني سهلة رخيصة.
الصراع في العراق
لكن الصراع اليوم في العراق يختلف تماماً عن الصراع في سورية فكيف يمكن الخلط بين الإثنين؟
فمنذ رسمت حدود العراق السياسي الجديد من قبل الإحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى أظهرت كل حكومة حساً صادقاً في إنتماء العراق للعروبة حتى تلك التي كانت موالية بالكامل لبريطانيا...وقد إشتد ثبات هذا الحس وأخذ بعداً صادقاً بشكل متزايد منذ سقوط الملكية عام  1958 لكنه اصبح مبدأ الدولة منذ حكم البعث للعراق بشكل مستمر في عام 1968 وهكذا رسمت كل سياسات العراق وفق المبدأ القومي القائم على حق الأمة العربية في أن تختار طريقها بحرية واستقلال وأن توحد نفسها بالقوة إذا لزم الأمر لأن التقسيم فرضه الغرب لتمكينه من إخضاعها.
وبسبب هذا المبدأ كان العداء الإستكباري للعراق والسعي المستمر لإضعافه عن طريق توريطه في حروب وزجه في مآزق ساهم جهل القيادة أحياناً في تسهيلها..وبسبب المبدأ القومي تم خراب العراق وغزوه وإحتلاله. فلو أن بعث العراق وافق المشروع الصهيوني لكان الغرب أول من سوق له في وصف تسامحه مع الأقليات وحفظه لحقوق المرأة وانعدام المذهبية والطائفية وتحقيقه لحد من الرفاه الإجتماعي في توزيع الثروة.. ولأختفى بالكامل أي حديث عن حقوق الإنسان... إذ كان من الأسهل على الصهيونية أن تدافع عن العراق المتقدم من أن تدافع عن السعودية المتخلفة..... لكن ذلك لم يكن ليحدث لسبب واحد وهو أن العراق كان مواجهاً للصهيونية!
لذلك وقع الغزو عام 2003 حين عجزت الصهيونية أن تغير النظام رغم حصار الإبادة الذي دام ثلاثة عشر عاماًووقف مع الصهاينة في غزو العراق كل أعداء المشروع القومي من خارج العراق وأعداء المشروع القومي العربي من أهل العراق... فقد وقف مع الغزو الصهيوني للعراق القيادة السياسية الكردية وكلها معاد للمشروع القومي العربي ووقف مع الغزو الصهيوني للعراق الحركات المسيسة للدين في العراق ومنها على سبيل الإيجاز الإخوان المسلمون السنة وحزب الدعوة الشيعي والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعي. كما وقف مع الغزو عدد من الوجوه التي لا وزن لها سوى الخيانة مما لا يليق بنا حتى ذكرها والتي لم يكن لها هدف سوى المشاركة في سرقة العراق والتي أدركت أنها ستقع بعد الغزو والتي وقعت فعلاً مما أجاز لأولئك التافهين أن يسرقوا حتى أكثر مما تمنوا أن يفعلوا.
وحين نجحت الصهيونية في تحقيق هدفها في خراب العراق وتشظيته ونزع سلاحه وإخراجه من معركة الأمة في مواجهة الإستكبار فإنها أسلمته لأولئك الأجراء وتركته كذلك لا يستطيع أن يتحرك بحرية في أي قرار...
ويبدو واضحاً لأي متابع لأمور العراق أنه منذ عام 2003 لم يعلن موقفاً واحداً من القضية الفلسطينية بل إن العراق لم يعلن موقفاً قومياً واحداً منذ الغزو..... وكيف يمكن أن يكون له موقف قومي وقد غزاه الإستكبار الصهيوني لنزع هذه الهوية؟
وهكذا فإن ما حدث في العراق هو أن الصراع بعد زوال المشروع القومي أصبح بين المذهبية والعرقية التي فجرها الغزو الصهيوني والذي وزع المكاسب السياسية على تلك الأسس منذ اليوم الأول. فالمذهبية لم تكن يوماً عاملاً حاسماً في توجيه سياسة العراق ومواقفه المبدئية وإن كان لها دور كما هو الحال في أي بلد مشابه للعراق وخصوصيته التأريخية. لكنها اليوم هي أساس المعركة أي بمعنى آخر إن الصراع هو بين المذاهب على السلطة وهذا يعني أنه لا يوجد صراع مبدئي بين مشروع ديني ومشروع قومي كما هو الحال في سورية... ذلك لأن كل الأحزاب السياسية الدينية بشيعتها وسنتها هي مع المشروع الصهيوني وخلافها فيما بينها هو حول السلطة وهذا يعني ولا شك أنه ليس مهماً في المعركة القومية من منهم سينتصر لأن النتيجة من هذا الصراع بالنسبة للمشروع القومي واحدة وهي موالاة العراق للصهيونية سواء أحكمها التشيع السياسي أم حكمها التسنن السياسي.
فلم يقع الخلط؟
وهنا يجب الحذر من الوقوع في الإستنتاج المغلوط الذي نسمع عدداً من الساسة والمحللين يقعون فيه حين يعلنون أن المعركة واحدة في سورية والعراق، فهي ليست كذلك.... إن وجود أعمال إرهابية في سورية والعراق ليس كافياً للإستنتاج بأن المعركة واحدة... فالإرهاب موجود في أكثر من بلد وتحركه عوامل أخرى لها خصوصية تختلف بين بلد وآخر فهي في الباكستان غيرها في اليمن وهي في العراق غيرها في سورية ولأسباب يطول عرضها وليس هذا مكانها. لكن الذي يكفينا قوله هنا هو أن وجود الإرهاب في سورية والعراق لا يمكن أن يكون سبباً كافيا للتقرير أن المعركة واحدة..
وهناك خطران من هذا الخلط أولهما أنه ربما تقوم حسابات خاطئة على أساس أنه إذا ما وقعت مواجهة ساخنة مع الصهيونية فإن العراق سوف يقف مع محور المقاومة السوري الإيراني اللبناني.. فهذا لن يقع مطلقاً لأن العراق في معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة وقعها حزب الدعوة دون إذن من شعب العراق ولا يمكن لمن وقع معاهدة أمنية مع الإستكبار الأمريكي أن يقف ضد إسرائيل لأن الصهيونية اليوم هي أعلى مراحل الإستكبار العالمي... لذا وجب التنبيه على كل من يتحدث بحديث كهذا أن يتوقف ويراجع نفسه قبل تسويق هذا التصور الخاطئ حتى لا يصبح من المسلمات التي يعول عليها.... وكم فعلنا مثل ذلك في الماضي!
أما الخطر الثاني الناتج عن هذا الخلط فهو إعطاء فرصة للخونة من حكام العراق كي يدعوا أن تهديدهم هو تهديد للأمن القومي العربي.. فنعيدهم لحضن الأمة بعد أن خانوها وخذلوها وتسببوا وساهموا في خرابها...فلا يذهبن أحد بأن مقاتلة حكام بغداد للإرهاب هو دفاع عن الأمة العربية ذلك لأن دفاع أولئك الخونة هو عن أنفسهم ومواقعهم في السلطة..وليس عن حرية العراق وعروبته واستقلاله وكرامة أهله التي سلبها الإستكبار...
فليس هناك فرق في المشروع القومي العربي إذا حكم العراق الشيعي هادي العامري  أو السني أبو ريشة فكلاهما في جيب الصهيونية...
أماالصراع في سورية فهو يختلف تماماً ذلك لأن هناك فرقاً أن يسود الأسد سورية أو يعبث بها العرعور..
فحذار حذار من هذا الخلط!
عبد الحق العاني
22 ايار 2013
 
Publicité
Publicité
Commentaires
Machrek.Maghribe
  • Politiques, Économiques, Philosophiques, Littéraires, .Histoires, Géographies Débats, Points de vues, Dialogues, Correspondances, Idées, sur les Pays Arabes Afro-Asiatiques membres de la Ligue Arabe , de l' Unité d’Afrique La Conférence islamique,
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Archives
Publicité